لماذا يصر النظام السعودي على التورط في قمع ثوار البحرين


لماذا يصر النظام السعودي على التورط في قمع ثوار البحرين

يبدو أنه أصبح من المعتاد تورط النظام السعودي في قمع الحركات المعارضة في البحرين ففي عام 1995 دفع النظام السعودي بآلاف من أفراد جيشه للمساعدة في كبح تحرك ثوري في البحرين وجدت فيه السعودية تهديدا مباشرا لأمنها الوطنى وإن كانت تمارس ذلك دائما تحت مظلة فضفاضة تحمل عنوانا براقا يدور حول فكرة (التضامن الخليجي) لكن في واقع الحال فإن السعودية دائما ما تجد أن ما يحدث في البحرين هو مجرد بروفة محتملة لما يمكن أن يحدث في الأراضي السعودية نفسها فالبحرين ذات الأغلبية الشيعية التى تصل إلى 70% محكومة منذ نشأة البحرين الدولة بأقلية سنية 30% تحتكر الثروة والحكم


الأمر قد يحمل في طياته الكثير فالسعودية السنية الوهابية تتحكم في جزء كبير من الأراضي التى تعود في الأصل إلى شيعة السعودية وهي الأراضي التى تحتوى على إحتياطي النفط السعودي المعلوم ولذلك فإن أي تحرك تجاه المطالبة بحريات من أي نوع في هذه المنطقة خاصة تلقي بظلال الشك على فقدان السعودية الجزء الأهم من أراضيها وسط هاجس مزمن لكل ملوك السعودية بأن شيعة السعودية قد يشكلون بالإشتراك مع أقليات شيعية أخرى عبر الحدود ما يمكن تسميته (دولة شيعية في إنتظار العلم والنشيد) لذلك فإن أي تحركات تجاه المطالبة بحريات في منطقة الخليج تجعل السعوديين على الفور يمارسون مزيدا من الضغط ومزيدا من التحركات التى لا تقف أحيانا عند الضغط الدبلوماسي أو الإعلامي فالسعودية التى ضغطت على الكويت قديما لإجهاض تجربة شبه ديمقراطية على أراضيها لم تتورع عن مساندة نظام الحكم البحرينى لكبح معارضية سواء عبر إرسال قوات من جيشها أو عبر تأييد حشدت له السعودية مؤخرا عبرا مجلس وزراء الخارجية لدول الخليج الذي أصرت على عقده في المنامة رغم الظروف الراهنة ليؤكد باقي دول الخليج أنهم يدعمون البحرين (كحكومة) في مواجهة باقي شعبة هكذا دون مواربة
السعودية تصر إذن على ممارسة نوعا من الهيمنة الوهابية التى تضمن لها بقاء عناصر السلطة والثروة في إيديها وسط تراجع في الدور الأمريكي الداعم للحريات في هذه المنطقة من العالم تأثرا بأطروحات تقول بأن البحرين قد تمثل ظهيرا إيرانيا في حالة سيطرة الشيعة البحرينية على الحكم وهو ما يهدد بقاء الأسطول الأمريكي في قواعده في البحرين ويهدد أيضا إمدادات النفط الخليجية لذلك فإن ممارسة ضغطا على تلك الأنظمة من الولايات المتحدة الأمريكية هو أمرا لا يدخل في حسبان حركات المعارضة في تلك الدول
السعودية تصر على ممارسة الضغوط كمن يمارس ضربة إستباقية خارج أراضيه خوفا من إمتداد الثورة إلى أراضيه فهل تفلح المحاولات السعودية أم أن الثورة التى لا تملك سوى الأفكار في مواجهة القمع السلطوى ستحقق نصرا آخر في تلك المنطقة من العالم؟



0 comments:

إرسال تعليق